هل التجارة الالكترونية بحاجة إلى “بوصلة” ؟
أعود بعد انقطاع سنوات طويلة للتدوين في الموقع الذي لطالما أحببته “عالم التقنية”.
قضيت آخر ٦ سنوات من عمري في العمل في مجال التجارة الالكترونية مع مختلف التجّار وفي أكثر من شركة ومحطة. انتهى بي الحال ولله الحمد إلى تأسيس شركة أخذت على عاتقها تحويل تجارة التجزئة من التجزئة التقليدية إلى التجزئة الحديثة تحت مسمى “زد“.
خلال تلك الفترة، وفي جلساتنا المستمرة مع التجار أو العاملين في قطاع التجارة الالكترونية، وجدت أن الرغبة للتحول في كثير من الأحيان تكون “موجودة”. ولغة الخطاب لا سيما في السنوات الأخيرة، تحولّت من “لماذا؟” إلى “كيف؟”. وبدأ التفكير بشكل جاد داخل تلك الجهات من رأس الهرم فيها، في استغلال التجارة الالكترونية كرافد مهم لتلك الجهات ونقطة / منفذ بيع مهم لها.
من ماذا إلى كيف؟
لكن الشيطان كما يقولون يكمن في التفاصيل، والتفاصيل الصغيرة في الغالب تحدث فرقاً.
لا أريد أن أسهب أو أتشعب في هذا الموضوع، ولكن واحدة من أكثر النقاط التي وجدت أثرها “المباشر” في تغيير رأي هؤلاء التجار، هو محاولة جمعهم مع الفريق الداخلي المرشح، وبعد الجلوس معهم ومناقشة تفاصيل التنفيذ بشكل مفصّل ومجزأ، تتحول العملية من مشروع: “عالي المخاطرة في التنفيذ” إلى مشروع : “لن يخسروا شيئاً لو جربّوه” لا سيما إن كان الأمر بشكل تدريجي.
في السابق، كان تطوير متجر الكتروني وربطه بمقدمي الخدمات اللوجستية والدفع وغيرها، يتطلب جهد هائل ووقت طويل، لأن الأطراف المعنية بهذه الرحلة كثر. أما الآن، ومع وجود لاعبين محليين يقدمون تلك الخدمات على هيئة منصات SaaS مثل زد. أصبح الأمر في متناول اليد، لأن الشركات اليوم بإمكانها اختصار الطريق وتقليل مخاطرة التكاليف المرتفعة قبل البدء.
إلا أن التقنية وحدها لا تكفي. يجب دائماً وأبداً النظر لمشروع “التجارة الالكترونية” نظرة شمولية، إذ أنه لا يقتصر فقط على “متجر الكتروني” يتم تطويره مع شركة تقنية أو مبرمج مستقل. الموضوع أكبر من ذلك.
محاولة منا لتلخيص النظرة الشمولية للتجارة الإلكترونية بجمع جميع الأطراف وفي نفس الوقت، عدم تعقيد الموضوع على التجّار (أياً كان حجمهم) خرجنا بتصوّر لبوصلة تسمى : بوصلة التجارة الالكترونية. جمعنا فيها أهم العوامل التي يجب النظر لها عند التفكير في بدء مشروع التجارة الالكترونية في المنظمة (سواء كانت قائمة أو جديدة) هذه البوصلة لا تتطرق لمرحلة التأسيس فقط وإنما مرحلة التشغيل والعمليات بعد الإطلاق.
هدف البوصلة، النظر لمشروعك من ٨ جهات مختلفة ومتكاملة لإرشادك للطريق الصحيح للبدء في تجارتك الإلكترونية، تم الاستفادة من بوصلة الأعمال المشهورة إلى جانب تجربة رائدة قامت بها شركة وقود، تحت مسمى: بوصلة تطبيقات الأجهزة الذكية للوصول للبوصلة النهائية.
صورة تجمع بين نموذج العمل التجاري / نموذج التطبيقات
يمكننا أن نلخص بوصلة التجارة الالكترونية بأنها أداة جديدة تمكّن صاحب مشروع التجارة الالكترونية من التخطيط الفعّال – غير المتعمق والمفصل – لمشروع التجارة الالكترونية الخاص به بهدف إعطاؤه نظرة شمولية للمشروع.
بوصلة التجارة الالكترونية مع الأسئلة
نموذج بوصلة محل النظارات
أحدث التعليقات